الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.قال الدمياطي: سورة العاديات مكية.وآيها إحدى عشرة.وأدغم تاء {العاديات} في الضاد وتاء {فالمغيرات} الآية 3 في الصاد أبو عمرو بخلفه كيعقوب من المصباح ووافقهما في الثانية مع الخلف خلاد وأثبت في الأصل هنا الخلاف في الأولى لخلاد كالثانية وفيه نظر فإنها انفرادة لابن خيرون عن خلاد لا يقرأ بها ولذا أسقطها من الطيبة. اهـ..قال عبد الفتاح القاضي: سورة والعاديات:{فالمغيرات} بعثر. رقق الراء ورش فيهما.{لخبير} آخر السورة وآخر الربع.الممال:سورة العلق آخر السورة الإحدى عشرة.رءوس الآي الممالة:{ليطغى} {استغنى}، {الرجعى}، {ينهى}، {صلى}، {الهدى}، {بالتقوى}، {وتولى}، {يرى} وكلها معدودة إجماعا إلا {ينهى} فعدها الكل إلا الدمشقي وقد أمالها كلها الأخوان وخلف وقللها كلها ورش وكذلك أبو عمرو إلا {يرى} فأمالها.ما ليس برأس آية:{رآه} بإمالة الراء والهمزة لشعبة والأخوين وخلف وابن ذكوان بخلف عنه والوجه الثاني له الفتح في الراء والهمزة وبإمالة الهمزة فقط للبصري وبتقليلهما لورش.{أدراك} سبق في الانفطار.{جاءتهم} لابن ذكوان وخلف وحمزة.{نار} بالإمالة للدورى والبصري والتقليل لورش.{أوحى} بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلف عنه.المدغم الكبير:{علم بالقلم}، {القدر ليلة}، {الفجر لم يكن}، {البرية جزاؤهم}، {والعاديات ضبحا فالمغيرات صبحا}، ووافقه في الأخير خلاد بخلف عنه ومده عنده لازم كما تقدم والوجه الثاني له الإظهار {الخير لشديد}، والله تعالى أعلم. اهـ..فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة: .قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم: سورة العاديات:آياتها 11 آية.بسم الله الرحمن الرحيم.[سورة العاديات: الآيات 1- 8] {وَالْعادِياتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِياتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيراتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الإنسان لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)}.الإعراب: {والعاديات} متعلق بفعل محذوف تقديره أقسم {ضبحا} مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره تضبح، {الفاء} عاطفة في المواضع الأربعة {قدحا} مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره تقدح، {صبحا} ظرف زمان منصوب متعلق بـ: {المغيرات}، {به} متعلق بـ: {أثرن}، والثاني بـ: {وسطن}، {جمعا} مفعول به منصوب {لربّه} متعلق بـ: {كنود}، {اللام} المزحلقة- أو لام القسم – {الواو} عاطفة في الموضعين {على ذلك} متعلق بـ: {شهيد} {اللام} مثل الأولى في الموضعين {لحبّ} متعلق بـ: {شديد}..جملة: (أقسم) بـ: {العاديات}... لا محلّ لها ابتدائيّة.وجملة: {أثرن...} لا محلّ لها معطوفة على {مغيرات} لأنها بمنزلة الصلة للموصول (ال) أي: فاللائي أغرن... فأثرن.وجملة: {وسطن} لا محلّ لها معطوفة على جملة أثرن.وجملة: {إنّ الإنسان... لكنود} لا محلّ لها جواب القسم.وجملة: {إنّه... لشهيد} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.وجملة: {إنّه... لشديد} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم..الصرف: (1) {العاديات}: جمع العادية مؤنّث العادي، اسم فاعل من عدا بمعنى ركض وزنه فاعل، وفيه إعلال بالقلب، أصله العادو، تحرّكت الواو بعد كسر قلبت ياء..{ضبحا}، مصدر الثلاثيّ ضبحت الخيل تضبح باب فتح أي أسمعت صوتا ليس بصهيل ولا حمحمة، وزنه فعل بفتح فسكون.(2) {الموريات}: جمع المورية مؤنّث الموري، اسم فاعل من أورى النار إذا أقدح الحجارة لإخراج النار منها، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.{قدحا}، مصدر سماعيّ للثلاثيّ قدح الحجارة ببعضها باب فتح إذا صكّها لإخراج النار، وزنه فعل بفتح فسكون.(3) {المغيرات}: جمع المغيرة مؤنّث المغير، اسم فاعل من (أغار) الرباعيّ، وزنه مفعل بملاحظة الإعلال بالتسكين- تسكين الياء ونقل حركتها إلى الغين قبلها-.(4) {نقعا}: اسم بمعنى الغبار، وزنه فعل بفتح فسكون.(6) {كنود}: صيغة مبالغة من (كند) النعمة أي كفر بها باب نصر، وزنه فعول للمذكّر والمؤنّث..البلاغة: الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: {فَالْمُورِياتِ قَدْحًا}.استعارة في الخيل توري نار الحرب وتوقدها، فقد شبه الحرب بالنار المشتعلة، وحذف المشبه وأبقى المشبه به.المخالفة بين المعطوف والمعطوف عليه: في قوله تعالى: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا}.حيث عطف الفعل على الاسم الذي هو العاديات وما بعده، وفي الحقيقة العطف على الفعل الذي وضع اسم الفاعل موضعه، لأن المعنى: واللاتي عدون فأورين فأغرن، فأثرن.الجناس اللاحق: في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}.وهذا الجناس هو ما أبدل أحد ركنيه حرف واحد بغيره من غير مخرجه، سواء كان الإبدال في الأول أو الوسط أو الآخر. والآية التي نحن بصددها مثال الإبدال من الوسط..[سورة العاديات: الآيات 9- 11] {أَفَلا يعلم إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}.الإعراب: (الفاء) عاطفة، والاستفهام للإنكار (لا) نافية {إذا} ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط، متعلق بمحذوف يفسّره قوله تعالى: {إنّ ربّهم...} خبير أي يعلمهم اللّه، {في القبور} متعلق بمحذوف صلة ما الأول {في الصدور} صلة ما الثاني {بهم} متعلق بـ: {خبير} وكذلك {يومئذ} الظرف المنصوب- أو المبنيّ- (اللام) المزحلقة للتوكيد..جملة: {يعلم...} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أيفعل القبائح فلا يعلم أنّا نجازيه يوم القيامة.وجملة: {بعثر...} في محلّ جرّ مضاف إليه.وجملة: {حصّل...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة {بعثر}.وجملة: {إنّ ربّهم بهم... لخبير} لا محلّ لها تعليل للمفعول المقدّر..البلاغة: تجنيس التحريف: في قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ}.وهذا الفن، هو الذي يكون الضبط فيه فارقا بين الكلمتين أو بعضهما، وهو أيضا ما اتفق ركناه في أعداد الحروف، واختلفا في الحركات، سواء كانا من اسمين أو فعلين، أو اسم وفعل، أو من غير ذلك..الفوائد: التصوير في القرآن الكريم:من أسرار الإعجاز في كتاب اللّه عز وجل أنه يصور المعاني والأفكار تصويرا رائعا، ويجسدها كأنها حياة متحركة تمر أمامنا، ويتملّاها حسّنا وفكرنا وتصوّرنا، وعلاوة على ذلك فإن الألفاظ بجرسها وإيقاعها تساعد على رسم الصورة وإعطائها أبعادها وقد جاءت هذه السورة من هذا القبيل، ففي مطلعها رسمت لنا صورة الخيل المغيرة الماضية إلى الجهاد، فجاء التعبير مصورا مبرزا لتلك الصورة، فلنتصور هذين المصدرين بإيقاعهما وجرسهما {ضبحا... قدحا} فإنهما يصوران عنف الخيل الماضية إلى الجهاد، واستعمال الصفات التالية: {العاديات... الموريات... المغيرات} فإنها تكمل الصورة وتمنحها بعدها المعنوي والنفسي وفي قوله تعالى: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} تكتمل الصورة، ونحس بالحركة والحياة تسري من خلال هذا التعبير الرائع، ومن تناسق التعبير في هذه السورة، فإننا لاحظنا كيف كان مطلعها يتسم بقصر الفواصل، وشدة التعبير التي تناسب صورة الخيل والمعمعة والعجاج أما في قسمها الثاني، عند ما لجأت إلى التعبير عن جحود الإنسان وحبه للمال، فإن التعبير هدأ وطال، ليناسب المقام {إِنَّ الإنسان لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}، ثم رجع ليلائم مشهد القيامة والحساب. كما نلاحظ أن الأفعال بجرسها، ترسم مشهد القيامة وعنفوانه: {أَ فَلا يعلم إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ} فالفعلان: {بعثر} يعبر عن عنف القيامة وشدة الأمر، و{حصّل} يعبر عن التحصيل بشدة ومن هنا نلاحظ الدقة في استخدام الفعل ليعبر عن المعنى المطلوب بدقة متناهية، كما نلاحظ الحركة والحياة التي تسري في كلمات القرآن الكريم، وهذا سر من أسرار الإعجاز في كتاب اللّه عز وجل. اهـ..قال محيي الدين الدرويش: (100) سورة العاديات:مكيّة.وآياتها إحدى عشرة.بسم الله الرحمن الرحيم.[سورة العاديات: الآيات 1- 11] {وَالْعادِياتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِياتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيراتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الإنسان لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلا يعلم إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}.اللغة: {الْعادِياتِ} الخيل تعدو في الغزو بسرعة والياء من الواو لكسر ما قبلها.{ضَبْحًا} هو صوت أجوافها وفي المختار: ضبحت الخيل من باب قطع والضبح صوت أنفاسها إذا عدت. وفي القاموس: ضبحت الخيل ضبحا وضباحا أسمعت من أفواهها صوتا ليس بصهيل ولا حمحمة أو عدت دون التقريب. وقال الفراء: الضبح صوت الخيل إذا عدت قال ابن عباس: ليس شيء من الدواب يضبح غير الفرس والكلب والثعلب وقيل كانت تكعم لئلا تصهل فيعلم العدو بهم فكانت تتنفس في هذه الحالة بقوة وإنما تضبح هذه الحيوانات إذا تغيرت حالها من فزع أو تعب. وفي القاموس: كعمت البصير كمنع فهو مكعوم وكعيم:شددت فاه لئلا يعضّ أو يأكل وما كعم به يقال له كعام ككتاب. وقال الزمخشري: أقسم بخيل الغزاة تعدو فتضبح والضبح صوت أنفاسها إذا عدون، وعن ابن عباس أنه حكاه فقال: أح أح، قال عنترة:والكدح الجدّ في العدو، وشبّه عنترة الموت بالسيل على طريق الاستعارة المكنية والحياض تخييل ذلك.{فَالْمُورِياتِ} الخيل توري النار بسنابكها أي تقدح كما توري الزندة وهي نار الحباحب والمصدر أورى يوري إراء فهو مور قال النابغة: والحباحب كما في الصحاح: اسم رجل بخيل كان لا يوقد إلا نارا ضعيفة مخافة الضيفان فضربوا به المثل حتى قالوا نار الحباحب لما تقدحه الخيل بحوافرها.وفي المصباح: ورى الزند يرى من باب وعد وفي لغة وري يري بكسرهما وأورى بالألف وذلك إذا أخرج ناره. وفي المختار: وأوراه غيره. فاستفيد مما في المصباح والمختار أنه يستعمل ثلاثيا لازما ورباعيا لازما ومتعديا وما في الآية من قبيل المتعدي الرباعي.{قَدْحًا} مصدر قدح يقال: قدحت الحجر بالحجر أي صككته به وأصل القدح الاستخراج ومنه قدحت العين إذا أخرجت منها الماء الفاسد واقتدحت الزند واقتدحت المرق غرفته والمقدحة بكسر الميم ما تقدح به النار والقداحة والقداح الحجر الذي يوري النار.{فَالْمُغِيراتِ} الخيل تغير على العدو وفي المصباح: وأغار الفرس إغارة والاسم الغارة مثل أطاع إطاعة والاسم الطاعة إذا أسرع في العدو وأغار القوم إغارة أسرعوا في السير. وفي القاموس: وأغار على القوم غارة وإغارة دفع عليهم الخيل وأغار الفرس اشتد عدوه في الغارة وغيرها. قال: {فَأَثَرْنَ} هيجن يقال: ثار يثور ثورا وثورانا وثؤور أهاج ومنه ثارت الفتنة بينهم وثار الغبار أو الدخان ارتفع وثار الجراد ظهر وثارت نفسه جشأت وثار إليه. وبه: وثب عليه.{نَقْعًا} غبارا والنقع أيضا أن يروى الإنسان من شرب الماء يقال نقعت غلّي بشربة ماء، وقال بشار: {فَوَسَطْنَ} توسطن وفي المصباح: يقال: وسطت القوم والمكان أسط وسطا من باب وعد إذا توسطت بين ذلك والفاعل واسط وبه سمي البلد المشهور بالعراق لأنه توسط الإقليم. وفي المختار: تقول: جلست وسط القوم بالتسكين لأنه ظرف وجلست وسط الدار بالتحريك لأنه اسم لما يكتنفه غيره من جهاته وكل موضع صلح فيه بين فهو وسط بالسكون وإن لم يصلح فيه بين فهو وسط بالتحريك وربما سكن وليس بالوجه..وعبارة القاموس: ووسطهم كوعد وسطا وسطة جلس وسطهم كتوسطهم وهو وسيط فيهم أي أوسطهم نسبا وأرفعهم محلا والوسيط بين المتخاصمين وكصبور بيت من الشّعر أو هو أصغرها والناقة تملأ الإناء والتي تحمل على رؤوسها وظهورها لا تعقل ولا تقيد والتي تجر أربعين يوما بعد السنة ووسطان بلد للأكراد ووسط محركة جبل ودارة واسط موضع ووسط محركة: ما بين طرفيه كأوسطه فإذا سكنت كانت ظرفا أو هما فيما هو مصمت كالحلقة فإذا كانت أجزاؤه متباينة فبالإسكان فقط أو كل موضع صلح فيه بين فهو بالتسكين وإلا فهو بالتحريك.{لَكَنُودٌ} الكنود: الكفور وكند النعمة كنودا ومنه سمي كندة لأنه كند أباه ففارقه، وعن الكلبي: الكنود بلسان كندة: العاصي وبلسان بني مالك: البخيل وبلسان مضر وربيعة: الكفور وفي المختار: كند: كفر النعمة وبابه دخل فهو كنود وأمرأة كنود أيضا. وروى أبو أمامة الباهلي قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «الكنود: الذي يأكل وحده ويمنع رفده أي عطاءه ويضرب عبده» وعبارة ابن خالويه: الكنود: الكفور قال الحسن في قوله عزّ وجلّ: {إن الإنسان لربه لكنود} قال: وقال النمر بن تولب: {بُعْثِرَ} تقدم شرحها كثيرا والبعثرة والبحثرة بالحاء استخراج الشيء واستكشافه.
|